روي عن الشعبي انه قال :الاعشى اغزل الناس في بيت, واخنث الناس في بيت , واشجع الناس في بيت فاما اغزل بيت فقوله:
غراء فرعاء مصقول عوارضها*****تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوجلواما اخنث بيت فقوله :
قالت هريرة لما جئت زائرها:*****ويلي عليك وويلي منك يارجل واما اشجع بيت فقوله :
قالوا الطراد,فقلنا : تلك عادتنا*****او تنزلون فانا معشر نزل*** وقد روى ان المحلق الكلابي, كان له بنات قد عنسن وقالت له امرأته ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر فقام المحلق ونحر للاعشى ناقته واكل منها وكانت بنات المحلق حوله ويناولنه اللحم فقال الاعشى من هذه الجواري قال بنات اخيك فلما رحل الاعشى جعل ينشد الشعر مدحا في بنات المحلق حتى تسابق الناس اليهن حتى تزوجن عن اخرهن واستغنى الرجل بعد فقره
ويعد من اكبر اصحاب المعلقات شعرا والان الى معلقته الشهيرة:-
ودع هريرة ان اركب مرتحلا *****وهل تطيق وداعا ايها الرجليبدأ الاعشى قصيدته مودعا صاحبته (هريرة) فقد تهيأ الركب للرحيل ولم يعد من الوداع بد ولكن الضعف لايلبث ان يدركه فيخاطب نفسه قائلا
وهل تطيق وداعا ايها الرجل؟)
غراء فرعاء مصقول عوارضها*****تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوجلهنا يسيطر على الاعشى خيال صاحبته , ويتمثل له امام عينيه , فيمضي في تصويرها متحسرا بشرة بيضاء وضيئة , وشعر غزير مسترسل , وثغر صقيل ناصع البياض تتمهل في مشيتها حتى يخيل الى الناظر انها تسير في ارض كساها الوحل فهي تخشى الزلل , حتى وكانها تشتكي الما في بطن رجلها فهي لاتكاد تقوى على الاسراع